محمد بشار خليل
المقدمة:
من أجل المضي قدماً في معالجة مياه الصرف الصحي في تحقيق الاستدامة الدائمة المنشودة لحماية التربة والمياه والهواء من التلوث، والتوافر الآمن لخدمات المياه والصرف الصحي، كان من الضروري البحث عن طرائق معالجة مياه تكون اقتصادية في البناء وسهلة التشغيل وبسيطة في إجراءات الصيانة ومردود عالي في معالجة المياه.
تهدف الدراسة الموضوعة التالية الى إيجاد طريقة لمعالجة مياه الصرف الصحي تحقق الأهداف المذكورة أعلاه، وبما أن طريقة صرف المياه العادمة الحالية تؤثر سلباً على بيئة الأرض، ويعد التلوث الناتج عن صرف المياه العادمة الغير معالجة وعدم توفر وجود الحلول المناسبة في حل المشكلات البيئية والإدارية الرئيسية الناتجة عن ذلك على وجه الخصوص هي مشكلة يحب معالجتها بأسرع ما يمكن، ولتجنب مثل هذه المشكلة، فإنني أنصح باتباع طريقة لمعالجة المياه العادمة المشروحة لاحقاً باعتبارها واحدة من الحلول القابلة للتطبيق بشكل فعال للقرى الصغيرة إلى المتوسطة من أجل معالجة مياه الصرف الصحي بشكل آمن مع الاستفادة من المياه المعالجة لعدة أغراض منها لسقاية المزروعات .
مما سبق ذكره سابقاً تم وضع نموذج عملي وفعال لمعالجة مياه الصرف الصحي يحقق الاستدامة الدائمة لحماية البيئة، والتوافر الآمن لخدمات الصرف الصحي. ومعالجة للمياه العادمة بطريقة سهلة في البناء والتشغيل والصيانة وكذلك اقتصادية في التطبيق، وذات مردود مرتفع في معالجة مياه الصرف الصحي.
منهجية المعالجة لمعالجة المياه العادمة:
تعتمد هذه المنهجية على استخدام الطريقة التالية لمعالجة مياه الصرف الصحي والتي تتألف من ثلاث مراحل:
المرحلة الاولى: باستخدام المعالجة الميكانيكية يتم فيها فصل المواد الكبيرة مثل علب البلاستيك والورق والنفايات الطافية وما شابه ذلك، والرمال والحصى،و المواد غير العضوية)
المرحلة الثانية: باستخدام المعالجة اللاهوائية للمياه العادمة وتكون مسؤولية هذه المرحلة تخفيض المواد العضوية الموجودة في المياه باستخدام أحواض تخمر لاهوائية (معالجة بيولوجية لا هوائية ) وتكون هذه الأحواض على أشكال مستطيلة وذات متاهات، تخمر المواد العضوية الموجودة في المياه العادمة أصلاً وتتحول هذه المواد العضوية إلى مركبات أقل تعقيداً وبسيطة في التركيب، بواسطة البكتريا والجراثيم الموجودة كذلك في المياه، وتحولها الى مركبات غير ضارة في البيئة، هذه المرحلة تقليل الملوثات العضوية بنسبة 85 إلى 90٪،
المرحلة الثالثة: وباستخدام البحيرات الصنعية الطبيعية من المياه المعالجة الناتجة بعد المرحلة الأولى والثانية والتي تحتوي على استزراع نباتات مائية طحلبية تكون وظيفة هذه النباتات في هذه البحيرات إكمال المعالجة البيولوجية مع معالجة مركبات النتروجين والفوسفور المتبقية في المياه.
مصور يبين مراحل معالجة المياه العادمة
النتائج والأهداف المرجوة من هذا النموذج لمعالجة المياه العادمة:
من خلال اعتماد هذه المنهجية التكنولوجية الحديثة المقترحة، سيتم تحقيق ثلاثة أهداف في وقت واحد في استخدام هذا النموذج من معالجة المياه العادمة (تنقيتها):
الهدف الأول: تحقيق مستوى عالٍ من الكفاءة في معالجة مياه الصرف الصحي في المناطق الريفية والحضرية الصغيرة والمتوسطة باستخدام أسلوب هندسي تقني واقتصادي دقيق وبسيط.
الهدف الثاني: إنتاج علف رخيص للماشية بقيمة غذائية عالية جداً (استخدام الكتلة الحيوية من النبات المستزرعة في البحيرات الاصطناعية كسماد حيوي أو كمكمل غذائي للحيوانات البرية والمائية لاحتوائها على 25٪ بروتين وألياف خام ومعادن وعناصر ضرورية للنمو، وهي في الحقيقة ثروة اقتصادية يجب الانتباه إليها وكذلك تحتوي على العناصر التكميلية الأساسية مثل النيتروجين والفوسفور)، بالنظر إلى أننا بحاجة ماسة إلى وجود مثل هذه الأعلاف المركزة رخيصة الثمن وذات قيمة غذائية عالية، وقد أثبتت الأبحاث المجرية على هذه النباتات المائية فعاليتها في إزالة الفوسفور بكفاءة 36٪، وإزالة النيتروجين من مياه الصرف الصحي المعالجة جزئياً، بالإضافة الى القضاء على ظاهرة الانتشار الطحلبي بعد معالجة المياه وصرفها الى الأنهار والبحيرات.
الهدف الثالث: الوصول إلى درجة عالية في الحد من استخدام المياه العادمة غير المعالجة في سقاية المزروعات، وبذلك سوف يتحقق الهدف السادس (المياه النظيفة والصرف الصحي) من أهداف التنمية المستدامة، والذي يهدف إلى “ضمان توافر خدمات المياه والصرف الصحي للجميع واستدامتها. بحلول عام 2030. ” من برنامج الأمم المتحدة للموارد المائية.
ولمزيد من المعلومات التفصيلية، يمكنكم مراجعة الورقة البحثية (باللغة الإنكليزية) على الرابط.، وعلى السيرة الذاتية للمهندس الاستشاري محمد بشار خليل على الرابط.