هل يصلح بحثكم أساساً لشركة ناشئة؟
سلسلة مدرسة الشركات الناشئة – منشور 1
إعداد المقال: م. هدى مبداني
في هذا المنشور نتعرض لمشكلة من أهم المشاكل التي يواجهها الباحثون الطامحون إلى إنشاء شركات ناشئة بالاستفادة من أبحاثهم او خبراتهم البحثية، ونعرض إطارا للتفكير يمكننا من تقييم أفكار الشركات الناشئة التي نفكر بها.
يبدأ كثير من الباحثين من الحلول بدل البدء بالمشكاكل التي تواجه الناس، إن طريقتهم عادة في التفكير تجعل وصولهم إلى فكرة مناسبة لإنشاء شركاتهم الناشئة صعبا”، وكمثال على ذلك نجد باحثا”، يعمل في خوارزميات الذكاء الصنعي المتعلقة بالترجمة الآلية، يفكر في استخدام الخوارزميات ذات الأداء الفعال التي طورها في تصميم منتجات منافسة، ولكن ماهي هذه المنتجات ومالمشكلة التي ستحلها للناس؟
وقبل أن يعترض الباحثون، من الواضح أنه لا شيء خطأ” في طريقة التفكير هذه، ولكن وفي هذا المنشور سنبين كيف سيستطيع هذا الباحث الاستفادة من الميزة التي لديه وسيتمكن من تطوير فكرة لشركة ناشئة ناجحة، إن هدف هذه الكلمات هي وضع الباحثين في الإطار الفكري المناسب للبدء بتوجيه أبحاثهم بحيث يمكن ان تكون جزءا من أفكار شركات ناشئة ناجحة من ناحية الأرباح والأثر الاجتماعي الذي تحدثه.
في واي كمباينتر YC، كما يقول كيفن هيل في محاضرته في الرابط أدناه، يهتم المستثمرون بالشركات الناشئة التي يفترض أن تنمو بسرعة تلك التي تقدم حلولا” لمشكلات يعاني منها عدد كبير من الناس، ويفضل ان يكون هذا العدد متزايدا” مع الزمن، ويفضل أن تكون الحلول المتوفرة للناس مكلفة وصعبة المنال دون استخدام الحل المقترح، عندها ستكون هناك فرصة لتقديم حل لعدد كبير من الأشخاص لقاء مبالغ مناسبة، بل ستكون خدمات الشركة الناشئة فرصة للزبائن، وستتمكن الشركة من تحقيق الأرباح.
إذن المشكلة والحل هما أساسا الشركة الناشئة، اما الدعامة الثالثة التي تشكل اساسا” لفكرة الشركة الناشئة هو ما يمكن أن نطلق عليه اسم الزناد، مالذي سيجعل الناس يتجهون لحل مشكلاتهم عن طريق الحلول التي تقدمونها؟ ما هو الإدراك المفاجئ وكيف ستحققونه او تركبون موجته؟ قد يكون تغيرا” سريعا” في القوانين او في حاجات الناس او رغباتهم، أو أفكارهم.. إلخ كيف سيقود إدراكهم للمشكلة إلى الحل الذي تقدمونه؟ إن الترجمة الآلية مهمة ولكن متى تكون حاجة للناس، في أي الأوقات وكيف يبحثون عن حلول لمشكلاتهم اللغوية التي يمكن حلها بالترجمة؟ ما هي الحلول الأخرى المتوفرة لهم؟ هل هي مكلفة او بسيطة الكلفة؟ هل هي فعالة في تقديم حل لمشكلاتهم؟
إن فكرة الشركة الناشئة هي فرضية حول السبب الذي سيجعل هذه الشركة تنمو بسرعة وتحقق أرباحا للمستثمرين.
ليس فقط ذلك، بل على الباحثين أن يفكروا في التعرف على ميزاتهم التنافسية، الميزات غير العادلة التي يملكونها دونا” عن غيرهم التي ستجعل شركتهم تنجح وتنمو اسرع وأقوى من الآخرين؟
يقول كيفن هيل هناك 5 أنواع من هذه الميزات غير العادلة، قد يكون لديهم واحدة او أكثر، ان القدرات البحثية والقدرة على تصميم المنتج بدءا” من البحث هي جزء من حزمة من العوامل التي يجب على فكرة الشركة الناشئة أن تحققها.
هل هو فريق العمل؟ هل لديهم قدرات تقنية عالية وقدرات تسويقية وفهم كبير للسوق والقطاع وللشركات الناشئة؟ أم هو السوق؟ هل هم في سوق ينمو 20٪ سنويا مثلا اي ان هناك طلب على الخدمات في هذا السوق والاموال التي يصرفها الناس في هذا القطاع في تزايد؟ أم هو المنتج هل منتجهم ذو كفاءة اكبر من المنافسين ب 10 او 100 مرة؟ أم أنها قاعدة الزبائن، هل يمكنهم الوصول إلى قاعدة زبائن ومهتمين اسرع من الآخرين بمجرد طرح المنتج مثلا؟ مثل ان يكون المرء مشهورا او من قادة الرأي في مجال ما؟ هل تزداد ميزاتهم مع الوقت، اي كلما امتد الزمن بالشركة كلما أصبحت مجاراتهم من قبل المنافسين أكثر صعوبة مثل الشركات ذات التأثير الشبكي مثل فيسبوك او حاضنة الأعمال YC التي تخرج مع الوقت شركات أقوى واكبر وتزداد مزاياها التنافسية؟
إن هذه الميزات التنافسية لشركتكم الناشئة تبدأ من التفكير في مشاكل مهمة ومنتشرة والتفكير بحلول فعالة وذات كفاءة أعلى من المنافسين، وفي موجة تجعل الحل الذي تقدمونه بديهيا في وقت ما للزبائن المحتاجين للحلول، وتكون ايضا” في طريقة الوصول إلى المهتمين وبناء الثقة معهم أسرع وأكف من المنافسين، كل هذه الميزات يمكن تحقيقها بفريق ممتاز وفكرة يتم تطويرها خطوة بخطوة بطرح مزيد من الأسئلة والوصول إلى صيغة يمكنكم من خلالها إقناع المستثمرين ان لديكم فرضية مقنعة لطريقة تجعل شركتم تنمو بسرعة ويكون لها أثر مهم في الأسواق وفي حياة الناس.
لمزيد من المعلومات والامثلة الممتعة، استمعوا إلى محاضرة كيفن هيل في مدرسة الشركات الناشئة، على الرابط: