الزلازل شائعة، على الرغم من أن معظمها يحدث على طول صدع شمال الأناضول (North Anatolian fault)، الحدود مع الصفيحة الأوراسية، والتي تمتد بالقرب من اسطنبول، ووقع الزلزال الأخير بمحاذاة صدع مختلف، وهو صدع شرق الأناضول (East Anatolian Fault)، الذي يسير مع الصفيحة العربية.
لقد تآمرت العديد من الأشياء لجعل هذا الزلزال مدمراً بشكل خاص، فالزلزال الأول قد قُدرت قوته بـ 7.8، وسجلت أقوى هزة ارتدادية 7.5. في المتوسط، يوجد حوالي 15 زلزالاً أقوى من 7 درجات سنوياً. (نظراً لأن المقياس لوغاريتمي، فإن كل زيادة بمقدار نقطة واحدة في الحجم تعني زيادة مقدارها 32 ضعفاً في كمية الطاقة المنبعثة)، كما أن أصل الزلزال الضحل نسبياً (يشير التحليل الأولي إلى أن تركيزه كان بعمق 18 كم فقط، أو 11 ميلاً) وذلك أدى إلى تضخيم مقدار القوة المحسوسة على السطح.
العوامل الموجودة فوق سطح الأرض جعلت الأمور أسوأ، حيث وقع الزلزال الأول في الليل، عندما كان الناس نائمين في الداخل، ولم يكن أمامهم سوى فرصة ضئيلة للهروب، أما العامل الثاني الذي لعب دوراً كبيراً في تردي الوضع فهو برد الشتاء لأنه سيهدد بقاء المحاصرين تحت الأنقاض، وفي سوريا كذلك كان الوضع متردياً بسبب سنوات الحرب الطويلة التي دمرت الكثير من المحافظات السورية، وقد تكافح السلطات لتنظيم استجابة فعالة.
على الرغم من أن علماء الأرصاد الجوية يمكنهم التنبؤ بالكوارث مثل الأعاصير أو الفيضانات، إلا أن علماء الزلازل لا يمكنهم فعل الشيء نفسه مع الزلازل (على الرغم من أنها منطقة بحث نشطة)، فأكثر ما يمكنهم تقديمه هو الأجهزة التي تكتشف موجات الضغط السريعة من الزلزال التي تصل قبل قليل من ظهور موجات القص المتشنجة (ground-convulsing shear waves) على الأرض، لكن هذه التحذيرات لا تتجاوز دقيقة واحدة أو أكثر، كما أن صيانة هذه الأجهزة باهظة الثمن.
في الوقت الحالي، أفضل ما يمكن فعله هو الاستعداد للأسوأ، فالدول المعرضة للزلازل ومن بينها تركيا، تطلب عموماً، وبشكل دئام، تشييد المباني العالية المقاومة للزلازل، لكن العديد من الصروح قد تم بناؤها قبل اعتماد هذه القواعد، والفساد يعني تجاهل القواعد في كثير من الأحيان من قبل البناة. ويتم إعاقة الاستعداد بشكل أكبر أنه، حتى في المناطق الساخنة، نادراً ما تكون الزلازل مدمرة حقاً. فلم يسجل صدع شرق الأناضول أي زلزال بهذا الحجم منذ ظهور أنظمة المراقبة الحديثة، منذ أكثر من قرن مضى.