نص المحاضرة :
مرحباً، معكم هارج تاغر، وأنا شريك في حاضنة الأعمال YC.
واليوم سأتحدث عن أهم جزء لبدء الشركة كما أعتقد، وهو العثور على الشريك المؤسس المناسب للعمل معك.
لماذا يجب أن يكون لديك مؤسس مشارك ؟
بدايةً لنتحدث عن سبب وجوب وجود شريك مؤسس من الأساس، أعتقد أن هناك ثلاثة أسبابٍ رئيسيةٍ تجعلك راغباً في وجود شريكٍ مؤسسٍ ومشاركٍ عند بدء الشركة.
السبب الأول: هو الإنتاجية، حيث يمكنك إنجاز الكثير من العمل إذا كان هناك شخص آخر تتقاسم العمل معه، كما يمكنك إنجاز أعمالك بشكل أفضل بكثير إذا كان شريكك المؤسس يمتلك عدداً من المهارات التكميلية، وبذلك سيتمكن من القيام بأشياء لا تستطيع القيام بها، ولعلك بحاجةٍ لشخصٍ تستمتع بمناقشة الأفكار معه. لذا يمكنك طرح الأفكار والتوصل إلى أفكار أفضل من تلك التي تجدها بمفردك، أو أن يكون لديك شخص يخبرك عن الأفكار السيئة التي يجب توقعها، ولذلك بوجود شريكٍ مؤسسٍ سوف تحصل على مقدارٍ كبيرٍ من التقدم في جودة وإنتاج العمل الذي يمكنك القيام معه.
السبب الثاني :هو الدعم المعنوي، الشركات الناشئة هي بمثابة رحلة مكثفة ومرهقة بشكلٍ لا يصدق، ومن الرائع أن يكون لديك شخص بإمكانك الاعتماد عليه للحصول على الدعم في الأوقات الصعبة، ومما لاحظته حول علاقات الشريك المؤسس وجدت أن أفضل ما يميزها هو تمتعها بديناميكيةٍ يوازن من خلالها كلا المؤسسين بين بعضهما البعض. ولذلك إذا كان أحد المؤسسين يمر بيومٍ سيء، فإنهم يشعرون بالإحباط واليأس، ويصبحون متشائمين قليلاً ويشعرون أن الشركة الناشئة على وشك الموت، وفي هذا الوقت يمكن للمؤسس المشارك الآخر مساعدتهم في العودة قليلاً إلى وضعهم الطبيعي، والحفاظ على استمرارهم في العمل وتحفيزهم. والعكس صحيح أيضاً. في بعض الأحيان تبتعد كثيراً عن العمل، قد تتوقع عميلاً تعتقد من خلاله أنك ستضمن الاكتتاب العام للشركة. ويمكنك استخدام الأشخاص للعودة إلى مكانك، إلى الواقع قليلاً. وهذا هو المكان الذي أجد فيه (نوعاً ما) أن أفضل العلاقات التأسيسية يمكنها أن تساعدنا في التغلب على الارتفاعات والانخفاضات في الظروف (شبهها بالأفعوانية العاطفية) التي قد تعترض سير العمل في الشركة، حيث أن القطار السريع المعلق المتأرجح و المتمايل يمثل الشركة الناشئة، ووجود أفضل العلاقات التأسيسية بداخل الشركة سوف يساعد على استقرارها، ويضمن ابتعادها عن التخبطات في مرحلة البناء.
صحيح أنه بإمكانك الحصول على نوعٍ من زيادة الإنتاجية من خلال توظيف أشخاصٍ أو إحضار المتعاقدين الخاصين بك للعمل، لكنك لا تجد الدعم العاطفي الذي تحصل عليه من أحد المؤسسين. لأنه في النهاية، الأشخاص يعملون لديك و أنت الرئيس بالنسبة لهم، فلذلك لا يكون لديهم الدافع المحفز الذي يدفعهم للاستثمار في نجاح الشركة الناشئة مثلك، ولا يمكنك حقاً أن تكون واضحاً أو صادقاً معهم بما يخص الشركة كما يمكنك أن تكون مع زميلك، وهذا ما تستطيع الحصول عليه بوجود أحد المؤسسين.
السبب الثالث والأخير: الذي يمكنني قوله هو مطابقة النمط للنجاح، إذا نظرت إلى قائمة أكثر الشركات الناشئة نجاحاً في التاريخ، فكر في (Apple)آبل و(Facebook)فيس بوك و(Google)غوغل و(Microsoft)مايكرو سوفت، فجميعهم كانوا مجموعةً من الشركاء المؤسسين في بداية عملهم. والآن أعتقد أن الناس ينسون هذه النقطة أحياناً، لأننا عندما نفكر في هذه الشركات الأيقونية العظيمة، فإننا نربطها بشخصٍ واحدٍ فقط، عادةً ما يكون الرئيس التنفيذي، والذي صعد بمرور الوقت ليصبح بارزاً ومشهوراً وأحياناً نربطها بواحدٍ من أولئك المشاهير. عندما تفكر في اّبل، تفكر في (Steve Jobs)، و عندما تفكر في مايكروسوفت تفكر في (Bill Gates)، وعندما تفكر في فيسبوك تفكر في (Mark Zuckerberg)، أليس كذلك؟ أعتقد أنه من الصحيح تماماً حصول ذلك بمرور الوقت، (ونحن نتحدث في هذه المرحلة عن مرور عقودٍ على وجود الشركة)، لأن هذه المدة هي التي تستمر فيها الشركات الناشئة الناجحة، وخلال تلك الفترة الزمنية، من الشائع جداً أن يقود شخصٌ واحدٌ الشركة إلى أن يصبح وجهاً لها وقد أظهر التمسك بهذه الشركة لفترةٍ طويلةٍ من الزمن. ولهذا السبب نتذكر هؤلاء الناس فقط.
لكننا نتحدث عن المراحل الأولى لإنشاء شركةٍ. فقد امتلك كل مؤسسٍ منهم في تلك الأيام مؤسسين مشاركين قدموا له الدعم لجميع الأسباب التي ذكرتها قبل قليل، لذلك أعتقد أنه من المهم دائماً أن تتذكر ذلك عندما تبدأ شركة، وعند تساؤلك (أيجب أن يكون لدي مؤسس مشارك أم لا؟).
هل يمكن أن أكون مؤسساً منفرداً؟، ما هي شروط النجاح لذلك؟
أتمنى إقناعك بأنه من الضروري لك وجود شريك مؤسس عندما تبدأ في شركتك. ولكن ماذا لو كنت ترغب حقاً البدء في الشركة في الوقت الحالي، وليس لديك مؤسس مشارك مناسب الآن؟ أو شخص يمكنك إحضاره على الفور؟، أيجب أن تنتظر حتى تحصل على مؤسسٍ مشاركٍ رائعٍ قبل أن تبدأ شركةً؟ أم يجب عليك المضي قدماً والبدء في العمل؟، أعتقد أن الإجابة الافتراضية هي أنه يجب عليك الانتظار نظراً لجميع الأسباب التي ذكرتها للتو، وجميع الفوائد التي تحصل عليها من وجود شريكٍ مؤسسٍ. لكن حاضنة الأعمال (YC) قامت بتمويل مؤسسين فرديين، ونجحنا بذلك. ولذلك لاحظت أن هناك بعض الاستثناءات لهذه القاعدة لكنها تميل إلى اتباع نمط معين. وهذا النمط هو أن المؤسسين الفرديين (أولئك الذين يبنون الشركة بأنفسهم) يتوفر لديهم مميزتان رئيستان.
الميزة الأولى: هو أنهم يمتلكون أفكاراً أو قناعاتٍ عاليةً بشكلٍ لا يصدق تجاه أنفسهم وذلك إما لأنهم يحلون مشكلةً شخصيةً لأنفسهم (ولذلك لا يوجد حلٌ واحدٌ يجب عليهم الالتزام به حقاً)، أو أنهم خبراء في هذا المجال، فهم يعملون في مجالٍ يعرفونه جيداَ ولديهم يقين عالٍ بنوع التكنولوجيا المفقودة التي يجب عليهم العمل عليها، وأين بإمكانهم إيجاد العملاء، لذلك نجدهم مقتنعين بعدم أهمية وجود مؤسسٍ مشاركٍ لهم، فهم ليسوا بحاجة أحدٍ لإقناعهم أن هذه الفكرة هي فكرةٌ جيدةٌ للبدء، إنهم مستعدون للانطلاق الآن.
الميزة الثانية: هي أن هؤلاء المؤسسين الفرديين قادرون على إحراز تقدمٍ في أفكارهم (في وقتٍ قصيرٍ على الأقل) دون الحاجة لوجود شريكٍ مؤسسٍ . وهذا يعني دائماً أنهم تقنيون، (بما يكفي ليكونوا قادرين على إنشاء الإصدار الأول من المنتج على الأقل) حتى يتمكنوا من عرضه على المستثمرين المحتملين، أو ربما لإقناع المؤسسين المشاركين المحتملين الذين قد يرغبون في الانضمام إلى شركةٍ ما، وهذه الميزة الثانية هي مما لاحظته بأن أفضل المؤسسين الفرديين قادرون على العمل ليس فقط لأنهم بارعون بشكلٍ هائلٍ في بناء المنتج والتحدث إلى المستخدمين بذاتهم، بل يمكنهم أيضاً (من خلف الطاولة) إجراء بحثٍ رائعٍ عن المؤسسين المشاركين وإبقاء أعينهم مفتوحة حتى إذا ما أتيحت لهم الفرصة، أحضروا مؤسساً مشاركاً رائعاً. وأعتقد أن أفضل مثال يمكنني التفكير فيه هنا هو(Drew Houston)درو هوستن من (Dropbox)درو بوكس.
حيث طبق درو طريقة(YC)، قديماً جداً في عام 2007. كانت لديه فكرة قوية حقاً لبناء (Dropbox)، لأنه شعر بالفعل بالألم عند فقدان ملفاته الخاصة. لذلك كان يعلم على وجه اليقين أن هناك حلاً أفضل لذلك. ولكن لم يكن لديه شريك مؤسس! ولذلك أرسل له بول جراهام (مؤسس YC) مرةً أخرى قائلاً: “نحن نحب تطبيقك، أنت رائعٌ، والفكرة رائعةٌ، لكننا حقاً لن نمولك بدون أحد المؤسسين المشاركين. لذا عد إلينا عندما يكون تجد واحداً منهم”، عمل درو عن بعد دون طلب المساعدة، واستمر في بناء النموذج الأولي لفكرته، بينما كان يبحث أيضاً عن مؤسسين مشاركين، ووجد (أراشا)، الذي أصبح لاحقاً مدير التكنولوجيا في الشركة والشريك المؤسس له. وقد تقدم بطلبٍ مرةً أخرى، والآن نرى أن نجاح (Dropbox)درو بوكس واضحٌ للغاية.
لذلك أطلب منك أن تضع هذه المميزات باعتبارك، إذا كنت حريصاً حقاً على إنشاء شركةٍ ناشئةٍ الآن، ولكن ليس لديك مؤسس مشارك، اسأل نفسك مثلاً: “هل لديك قناعة مطلقة في هذه الفكرة؟، هل أنت متأكدٌ من أن هذه هي الفكرة التي نريد العمل عليها؟، ألا توجد أفكارٌ أخرى قد تكون متحمساً لها أكثر؟، وهل يمكنك حقاً إحراز تقدمٍ دون وجود شريكٍ مؤسسٍ؟”، إذا استطعت الإجابة عن هذه الأسئلة بشكلٍ إيجابي، فانطلق بالتأكيد وأعطِ نفسك فرصةً، ولكن إذا كان الامر عكس ذلك، فأنا أقترح عليك حقاً الانتظار حتى يكون لديك مؤسس مشارك لبدء شركة.
كيف تختار الشريك المؤسس المناسب؟
ذلك عندما تفكر في إيجاد شريكٍ مؤسسٍ، ما الذي يجب أن تبحث عنه فيه؟ حسناً، في الواقع أعتقد أن أهم شيءٍ يجب معرفته عن شخصٍ ما قبل أن تبدأ شركةً معه، هو كيف يتعامل مع التوتر، والأمر الثاني الأكثر أهميةً هو مدى جودة مساعدته لك في التعامل مع التوتر، والسبب في قولي هذا هو أن الشركات الناشئة هي تجربةٌ مرهقةٌ للغاية ومكثفة العمل (كما ذكرت من قبل). ويجب أن يكون الشريك المؤسس قادراً على دعمك ومساعدتك من خلال أثناء تواجد هذه الصعوبات، وإذا كنت حازماً ومتحفزاً للعمل حقاً، وكنتما تستمتعان بالقيام به معاً، فيمكنكما الاستمرار في هذه الشركة الناشئة لفترةٍ طويلةٍ من الزمن (وهذا عادةً ما يتطلبه بناء شركة ناجحة حقاً)، لذلك لا تريد بالتأكيد أن تبدأ شركةً مع شخصٍ لا تعرفه جيداً. لأنك حتى لو كنت قد قضيت وقتاً معه في المناسبات الاجتماعية، أو كنت تتسكع معه قليلاً، فليس لديك حقاً نظرة ثاقبة حول كيفية استجابته للضغط والتوتر، وهل هو من الأشخاص الذين يمكنهم الاستمرار في العمل عندما تكون الأمور صعبةً؟، وهل هو من سيساعدك على الاستمرار أصلاً عندما تكون الأمور صعبة؟.
البحث عن القيم والدوافع المتوافقة مع الشريك المؤسس:
فإن أفضل الأشخاص الذين تبدأ معهم الشركات هم دائماً الأشخاص الذين لديك نوع من التجارب الشخصية معهم، حيث تعرف نوعاً ما شخصياتهم، وكيف سيتعاملون مع المواقف الصعبة، وهذا يعني ضرورة تواجد شخص أو صديق مقرب أو أحد الذين عملت معهم في ظل ظروفٍ مرهقةٍ من حولك. و لذلك أوصي بالتأكيد بأن تكون على اطلاعٍ وتفكر في ذلك جيداً عندما تفكر في المؤسسين المشاركين. والأمر الآخر الذي أعتقد أنك تريد البحث عنه حقاً في الشريك هو فهم الأهداف والقيم التي يمتلكها لتأسيس الشركة أو رغبته في إنشاء شركةٍ ناشئةٍ. وبصراحة، أعتقد أنني عندما كنت أصغر سناً، كنت أفكر في بعض الأهداف والقيم على أنها نوعٌ من المصطلحات الغامضة (وكأنني لم أكن بحاجةٍ إليها كثيراً). لكن مع مرور الوقت، أدركت أن ما يقصدونه حقاً هو فهم الدوافع التي يمتلكها شخص ما لفعل ما يرغب بفعله. وفي هذا السياق، أعتقد أنه من المهم حقاً التحدث مع الأشخاص (حتى لو كنت تعرفهم جيداً) حول سبب رغبتهم في إنشاء شركة ناشئة، فما الذي يأملون فيه؟ وما هو نوع الأفكار التي يمكن أن تظهر لتضمن من خلال ذلك تجنب الأهداف المتضاربة بينكما، أليس كذلك؟
على سبيل المثال، لنفترض أنك تريد حقاً بناء شركةٍ ناشئةٍ عالية النمو، ومرتفعة الكثافة، و عالية المخاطر وتريد المضي قدماً، وتريد زيادة رأس المال الاستثماري، وتريد توظيف مجموعة من الأشخاص، تريد القيام بذلك لمجرد القيام به حقاً وهدفك هو جعل الشركة عامة، مدرجة في قوائم الاكتتاب العام في البورصة، وستكون على ما يرام (نوعاً ما) مع المخاطر المتواجدة على طول الطريق لتحقيق ذلك. هذه مجموعةٌ رائعةٌ تماماً من الدوافع (إنها مجموعةٌ شائعةٌ جداً من الدوافع لمؤسسي الشركات الناشئة). ولكن لنفترض أن الشريك المؤسس يفضل اتباع نهج بطيء وثابت، ربما يكون لديه دافع أكبر من خلال بناء برامج رائعة لمجموعةٍ صغيرةٍ من الأشخاص!، وسيكون بخير تماماً إذا حققتم ما يكفي من الإيرادات لدفع رواتب جيدة لأنفسكم ونمت شركتكم قليلاً في كل عام. هذه أيضاً مجموعةٌ جيدةٌ تماماً من الدوافع للرغبة في بدء شركة. لكن الدافعين هناك غير متوافقين و يؤدي ذلك في نهاية الأمر إلى صراعٍ لا مفر منه.
لذا فإن ما أقترحه هو التأكد من إجراء هذا النوع من المحادثة مع شريكك (وهو ليس مؤشراً مضموناً)، لأن أهداف الناس وطموحاتهم بشأن الشركة الناشئة تتغير بمرور الوقت. لقد رأيت أشخاصاً يؤسسون شركاتٍ لأنهم وبصراحة، أرادوا فقط أن يصبحوا أثرياء! وكان أملهم هو التمكن من بيع الشركة في غضون عامين إلى ثلاثة أعوام مقابل مبلغٍ لا بأس به لشركةٍ أكبر. لكنهم أمضوا عامين إلى ثلاثة أعوام في الشركة، وقد أحبوها كثيراً، وتحمسوا جداً للعمل والاستمرار على مواجهة التحديات التي واجهتهم خلاله، وما زالوا يواجهونها بعد عقدٍ من الزمن. هذا أيضاً يعتبر جيداً. أنا لا أقول إن إجراء هذه المحادثة يعني أنك ستعرف على وجه اليقين ما إذا كانت أهدافك وقيمك متوافقةً على مدار العقد المقبل مع شريكك، وهي المدة التي تستغرقها عادةً إذا نجحت الشركة الناشئة، ولكن على الأقل إجراء المحادثة يمنحك فرصةً أفضل للعثور على مؤسسٍ مشاركٍ تتماشى معه حول أشياء مهمة على مستوى عالٍ.
البحث عن المهارات التكميلية في الشريك المؤسس:
الآن، كما قد تتساءل، أنا أتحدث عما يجب أن تبحث عنه في المؤسسين المشاركين، ولم أصل لذكر الأمر المهم وهو: ما هي المهارات التي يمتلكونها؟ لذلك من المهم حقاً أن يكون لديك شريك مؤسس لديه النوع المناسب من المهارات لمساعدتك على تنمية الشركة. وعادةً ما يعني هذا أن يكون شخصاً لديه مجموعة من المهارات التكميلية لك، أليس كذلك؟ لذا، إذا كنت رائعاً حقاً في المبيعات، والتحدث إلى المستخدمين، والحصول على العملاء، فمن الناحية المثالية، سيكون لديك مؤسس مشارك رائع حقاً في بناء المنتج، وكتابة (الكود) الرمز الخاص أي (البرمجة)، وبناء البرامج، بذلك يمكنكما أن تقوما بتقسيم العمل وإنجاز الكثير منه في وقت قياسي. لماذا أعتقد أن هذا مهمٌ حقاً؟، لا أعتقد أنه يجب عليك التركيز عليه بإفراط، لأن الأهم من أي شيء هو مجرد عملك مع شخصٍ تحبه وتثق به. وبالتالي، إذا كان نوع الشخص الذي يناسب للعمل لا يمتلك بالضرورة مجموعةً مثاليةً من المهارات والأدوات التكميلية، فبإمكانك تقديمه كمؤسسٍ مشاركٍ لك، وبعد ذلك يمكنك البدء في توظيف الأشخاص حسب حاجتك لهم، وإحراز تقدمٍ كافٍ في الشركة للحصول على الاستثمار، كما يمكنك تعيين أشخاص يمتلكون المهارات التي تفتقر الشركة لوجودها، وهذا سيكون جيداً.
و هنا أود أن أوضح نقطةً أخرى ، عندما تحاول معرفة ما إذا كان شخص ما لديه مهارات تكميلية بالنسبة لك، فلا تتدخل كثيراً في تفاصيل كيفية أداء خريطة مهاراته في هذه الفكرة المحددة التي تعمل عليها فى الحال. ومن الأمثلة الشائعة على ذلك في بعض الأحيان هو التفكير في جلب مؤسس تقني مشارك. عندما ترغب في إنشاء تطبيق (iPhone)آيفون. لكن المؤسس المشارك (على الرغم من معرفتك بشخصيته وثقتك به لأنك قد عملت معه من قبل)، ليس بالضرورة أن يكون مطور تطبيقات (iPhone) فهو لم يبن تطبيقاتٍ مماثلةً في الماضي! هذا ليس سبباً لاستبعاده كمؤسس مشارك، أليس كذلك؟ ما يهم هو أنه على استعدادٍ لتعلم ما تحتاجون إلى تعلمه. لذلك إذا لم يكن من مطوري (iPhone)آيفون، فهو على استعدادٍ لتعلم كيفية القيام بذلك. والأهم من ذلك، أنه على استعدادٍ لتعلم أشياء قد لا تكون خيالية، غالباً ما تكون الشركات الناشئة مجرد مطحنةٍ للقيام بالكثير من العمل الممل لإنجاح ما ترغبون به. وطالما أن لديك مؤسساً مشاركاً موافقاً على ذلك، فلا بأس إذا لم يمتلك مجموعة المهارات المثالية. لذلك لا تستبعد شخصاً من المحتمل أن يكون مؤسساً مشاركاً رائعاً، لأنه لا يمتلك هذه القائمة المرجعية من المهارات المحددة التي تبحث عنها، لكن تأكد من عدم التفريط به إذا كان شخصاً تثق به، وتحب العمل معه، فلديك فكرةٌ جيدةٌ عن كيفية تعامله مع الضغط وخاصةً في رحلة بدء العمل.
أين أبحث عن الشريك المؤسس المناسب؟
إذن أين يجب أن تبحث عن مؤسسين مشاركين؟ حسناً، الجواب هنا واضح قليلاً. تبدأ بالأشخاص الذين تعرفهم بالفعل. لذلك من الناحية المثالية ( ابدأ بأصدقائك وزملائك مثلاً)، ومن المفارقات المهمة، فإن أفضل وقتٍ للعثور على مؤسسٍ مشاركٍ هو عندما لا تبحث بالضرورة عن مؤسسٍ مشاركٍ لبدء شركةٍ في الوقت الحالي! ما أعنيه بذلك أنني إذا كنت سأقدم لنفسي نصيحةً قبل 10 أو 15 عاماً، فما سأقوله (بدلاً من محاولة اختيار فكرة الشركة الناشئة، والبحث عن مؤسسين مشاركين للعمل عليها، أود أن أقترح أن أبحث فقط عن أشخاصٍ للقيام بمشاريع معهم) لذا، إذا كنت في المدرسة، انظر حولك، وشاهد صفك، ومن في المدرسة، وما شابه، حدد الأشخاص الذين تعتقد أنهم سيكونون رائعين للعمل في مشروعٍ ما، ولا يجب أن يكون هذا المشروع فكرة استحواذ على فكرة الشركة العالمية، فقط ابحث عن شخصٍ تجده مناسباً! ربما كنتم في الألعاب، وتريدون بناء لعبة رائعة معاً. فبدلاً من الانتقال مباشرة إلى: “مرحباً، لنبدأ شركة معاً”. لتبدأ مشروعاً! الشيء الرائع في المشاريع هو أنها أقل خوفاً وتطلب التزاماً أقل بكثيرٍ مما إذا طلبت منهم العمل في شركةٍ معك، لذلك لديك فرصة أكبر نوعاً ما لأن يقول الناس نعم، إذا طلبت منهم ذلك بشكل مناسب.
والشيء الآخر الرائع في المشاريع هو أنه يمكنك العمل في مشاريع مختلفة مع أشخاص مختلفين، ويمكنك البدء في تطوير الذوق لمن تحب؟ حسناً، ما هي أنواع الشخصيات؟ مثلاً ما هي أنواع المهارات التي تجيدها بالفعل (باستثناء ما تعتقد أنك جيدٌ فيه)؟، وبالتالي ما نوع المهارات التكميلية التي قد تبحث عنها في المؤسس المشارك؟ ومرةً أخرى يعد التواجد في المدرسة أو الكلية وقتاً مثالياً حقاً، وذلك لأنك محاطٌ بالكثير من الأشخاص الذين يمتلكون جزءاً كبيراً من أوقات الفراغ عادةً. وبذلك يمكنك البدء في العمل معهم في أشياء تعتقد أنها ممتعةٌ. ومرةً أخرى، من المفارقات نوعاً ما، (وعلى الرغم من أننا نقترح ألا تحاول بدء شركةٍ ناشئةٍ). فغالباً ما تكون المشاريع التي تعمل عليها في أوقات فراغك من أعظم المصادر للعثور فعلياً على أفكار رائعة لبدء الشركات الناشئة وبناء شركات ضخمة. يعد فيسبوك مثالاً واضحاً، وهو شيء بدأ كمشروعٍ بينما كان مارك زوكربيرج طالباً جامعياً في جامعة هارفارد. والآن تحول إلى واحدةٍ من أكبر الشركات في العالم. لكن هذا ليس السبب الرئيسي بأنني أقترح عليك هذه الخطوة، لكنني أعتقد أنه بإمكانك البحث عن أشخاصٍ للعمل معهم في مشاريع، لأن هذه الطريقة رائعةٌ للتعرف على نوع الشخص الذي تستمتع بالعمل معه، ونوع الشخصية المحددة التي تعمل معها بشكلٍ جيدٍ.
وتعد هذه النصيحة جيدة أيضاً إذا لم تكن في الكلية أو المدرسة، ربما كنت تعمل في شركة، يمكنك مثل إلقاء نظرة على زملائك في العمل، مثلاً احتفظ بقائمة من الأشخاص الذين تعتقد أنهم أذكياء ولديهم قدرات بشكل خاص، والذين يثيرون إعجابك بهم، و ابدأ بالتعرف عليهم بشكل أفضل، اسألهم عما إذا كانوا مستعدين للعمل في المساء؟ أو في عطلات نهاية الأسبوع؟.. هذا هو نوع الشخصيات، نوع الشخص الذي يهتم بالعمل في مشاريع المساء وعطلة نهاية الأسبوع هو نوع الشخص الذي من المحتمل أن يكون مؤسساً مشاركاً رائعاً. أتذكر بالفعل منذ سنواتٍ في مدرسة الشركات الناشئة في (YC)،(عندما كان حدثاً يتم وجهاً لوجه) كان لدينا هناك (Phil Libin)، مؤسس (Evernot)إيفر نوت، وقد قدم نوعاً ما نسخةً مختلفةً إلى حدٍ ما من نصيحته، والتي كانت أنه قبل سنواتٍ عديدةٍ من بدء الشركة كان يعرف أنه يريد إنشاء شركة يوماً ما، ولذلك فإنه أقام صداقاتٍ فقط مع أشخاصٍ كان يعتقد أنه يمكن أن يصبحوا يوماً ما مؤسسين مشاركين، بينما أعتقد أن هذه النصيحة ربما تكون مختلفة بعض الشي، إذا كنت لا تريد أن تكون حول أشخاص قد يكونون مؤسسين مشاركين، فهناك حقيقة في ذلك، أليس كذلك؟ لذلك أعتقد أن هذا هو الأمر الذي إذا بذلت فيه جهداً وكنت واعياً قبل أن تبدأ الشركة، فمن المحتمل أن يكون أفضل رهانٍ للعثور على مؤسسٍ مشاركٍ رائعٍ.
ولكن لنفترض أنك تعرف بالتأكيد أنك تريد بدء شركة، وأنك مستعدٌ نوعاً ما للانطلاق، مرةً أخرى! كيف تبدأ في البحث عن مؤسسين مشاركين؟ حسناً، مرةً أخرى، تبدأ من نفس المكان، تبدأ مع الأشخاص الذين تعرفهم! وما لاحظته هو مشكلةٌ يواجهها الناس هنا وهي أنهم يمكن أن يكونوا مترددين حقاً في مجرد سؤال الأشخاص الذين يعرفونهم لبدء شركةٍ معهم! ولها أسبابٌ عديدةٌ، مثلاً ربما يقلقون من تغير علاقتهم معاً؟، ربما لا يُقدرون العلاقة الشخصية أكثر من مخاطر العمل مع شخصٍ ما؟ وهذه مخاوفٌ طبيعيةٌ، لكن معها لن تسير نحو التقدم الصحيح لبدء شركة، عليك طرح السؤال أولاً.
خوارزميةٌ بسيطةٌ للمساعدة في العثور على الشريك المؤسس:
لذا فإن ما أقترحه هنا، هو الخوارزمية البسيطة للعثور على مؤسسين مشاركين، حيث تقوم بإنشاء قائمة بالأشخاص الذين تعرفهم، لتقترب ممن تعتقد أنهم سيكونون مؤسسين رائعين، وابدأ من الأعلى إلى الأسفل، واطلب من كل شخصٍ في القائمة أن يذهب معك لتناول القهوة وتحدث معهم، واسألهم عما إذا كانوا قادرين على بدء شركةٍ معك وهل سيكونون شركاءك في التأسيس. إذا قالوا:” لا”، فلا بأس بذلك تماماً، وعبر عن تفهمك للموضوع، لكن مثلاً، اسألهم مع من سيبنون شركةً واجعل سؤالك محدداً للغاية، مثلاً قل: “بشكلٍ افتراضي، إذا كنت ستبدأ شركة، فمن سيكون نوعاً من أفضل ثلاثة أو أربعة مؤسسين لديك تريد محادثتهم وإقناعهم بالعمل معك؟”،واطلب منهم تقديمك لكلٍ من هؤلاء الأشخاص (أي تعريفهم عليك) وبذلك ستستمر قائمتك في النمو الآن. سوف تسأل الأشخاص الذين تعرفهم، إذا قالوا:” لا”، فستحصل (على الأقل) على المزيد من الأفكار حول المزيد من الأشخاص. ثم ستلتقي بهم. وأنت تسألهم وتكرر ببساطةٍ هذه الخطوات ، كرر نفس الخوارزمية، واسألهم عما إذا كانوا مهتمين بأن يكونوا شركاء مؤسسين معك. وإذا قالوا:” لا”، اسألهم عمن سيحاولون إقناعه لو أنهم كانوا يفكرون في إنشاء شركة. وبهذه الطريقة، تبدأ في تنمية شجرة المؤسسين المحتملين بما يتجاوز الأشخاص الذين تعرفهم بشكل شخصي، ولكنك لا تزال على اتصالٍ بهم عبر أشخاصٍ تعرفهم. لذا فهم ليسوا مجرد غرباء عشوائيين تماماً.
أود أن أقول:” إن النوع الأخير من النصائح حول المكان الذي تبحث فيه يدعوك للخروج ومحاولة مقابلة أشخاص لديهم اهتمامات مماثلة لك. يبدو ذلك تماماً مثل كيفية الحصول على حياة اجتماعية” . ولكن هذا هو ما يختصره العثور على مؤسسين مشاركين لك أساساً. لذا، إذا كنت مهندساً فاحضر لقاءات المطورين أو عليك العمل في مشاريع مفتوحة المصدر، أو اذهب إلى الهاكاثون (حيث يجتمع المبرمجين لتطوير البرمجيات)، قم بفعل الأشياء التي يفعلها الآخرون، وتواجد حيث يتواجد المهندسون والبناؤون وغيرهم. ومن المحتمل أن تجد بعض اللقاءات المفيدة لك. إذا لم تكن تقنياً، لكنك مهتمٌ بها، فيجب أن تحضر هذا النوع من الفعاليات أيضاً، وربما مجرد الحضور يساعدك في العثور على أشخاصٍ مهتمين بأنواع الأمور التي ترغب بالعمل عليها. ربما تكون مهتماً بالاقتصاد والتمويل، وهذا نوعٌ من مجموعة الأماكن أو الاهتمامات، حيث تعتقد بأنك ستجد فكرة الشركة الناشئة. حسناً، ابذل جهداً حقيقياً للخروج ومقابلة أشخاصٍ لديهم اهتمامات مماثلة. وفي أوقات (COVID) هذه، هناك الكثير من المجموعات والمجتمعات التي يمكنك الانضمام إليها عبر الإنترنت. ولكن حتى في الأوقات العادية، هناك دائماً طرقٌ للعثور على أشخاص لديهم اهتمامات مماثلة لك. وإذا كنت تبحث باستمرارٍ عن الأشخاص الذين قد يكونون شركاء مؤسسين، بذلك سيكون لديك فرصة كبيرة للعثور على شخصٍ مناسبٍ لك.
كيف تعرف أنك وجدت شريكك المؤسس المناسب؟
بمجرد العثور على شريكٍ مؤسسٍ محتملٍ، كيف تختبر وتعرف على وجه اليقين أنكما ترغبان في تأسيس شركةٍ معاً قبل اتخاذ القرار النهائي؟ حسناً، إنها ليست عمليةً مثاليةً. وفي مرحلةٍ ما، عليك فقط أن تقوم بالمخاطرة وتأمل أن تنجح في ذلك. لكن إحدى طرق التخلص من المخاطر هي تخصيص جزءٍ من وقتك لأنك وافقت سابقاً على بدء من العمل معاً. وأنشئ لنفسك جدولاً لتحديد الوقت الذي تريد أن تحصل خلاله على قرارك النهائي بشأن توافقكما في العمل على مشروعٍ ما معاً، مثل بناء النموذج الأصغر القابل للعمل(MVP)، أو نموذج أولي لمنتجٍ تم بناؤه، أو على الأقل تريد الخروج وتجربته، والترويج لبعض العملاء وإقناعهم بالدفع لك إذا كنت قد بنيت منتجاً معيناً. هذه هي كل الأشياء التي تفعلها عادةً عند بدء شركةٍ جديدةٍ أو اختبار فكرةٍ جديدةٍ على أي حال. افعلوا ذلك معاً، واتفقا على أنه في نهاية الوقت المخصص للعمل، عليكما أن تجريا محادثةً واضحةً وصادقةً، قررا خلالها:” هل يستمتع كلانا بالعمل معاً على هذا؟ وإذا كان الأمر كذلك، فهذا رائع، دعنا نمضي قدماً وقم بالتقدم”. وإذا لم يكن الأمر كذلك، فكن صريحاُ وقل: “ليذهب كل واحدٍ منا في طريقٍ منفصلةٍ”، مما يجعل العمل مفيداً لكما بشكلٍ أكبر.
إذا لم يكن لدى واحدٍ منكما أي التزامات أخرى (وهو أمر غير شائعٍ إلى حدٍ ما)، ولكن يحدث في بعض الأحيان، فعلى سبيل المثال (إذا تخرجت من الكلية وكنت تريد إنشاء شركة لذلك لم تقم بالبحث عن وظيفة، فأنا سأفعل ذلك). قل له إن بإمكانك التعامل مع هذا مثل وظيفة بدوامٍ كاملٍ، أليس كذلك؟ أخبره هكذا :”مرحباً، سنخصص شهراً أو ثلاثة أشهر، دعنا نختار الفكرة التي نرغب بالعمل عليها وسنكون متحمسين بشأنها ونحقق أكبر قدرٍ ممكن من التقدم في بناء الإصدار الأول منها، للخروج والتوقيع مع العملاء”. حتى لو لم تتمكن من القيام بذلك بدوامٍ كاملٍ(لأن لديك التزامات أخرى)، عليك العمل في المساء وعطلات نهاية الأسبوع لاحقاً، أليس كذلك! ولكن سيتعين عليك التضحية ببعض وقتك الخاص من أجل قضاء المزيد من الوقت في العمل، وكلما زادت طلبات العمل كلما زادت ساعات العمل معاً على الفكرة، وبالتالي كلما كان لديك شعور أفضل بالتأكيد إذا كنت تريد بدء شركةٍ أم لا، أليس كذلك؟
تقسيم الأسهم واختيار الرئيس التنفيذي للشركة (شرطان مهمان لاختيار الشريك)
بمجرد القيام بجميع الخطوات السابقة، لنفترض أنك قلت: “مرحباً، نريد أن نبدأ الشركة، ونريد أن نكون مؤسسين مشاركين”، في هذه الأثناء أعتقد أن هناك نقطتين مهمتين تريد توضيحهما. الأولى: هي تقسيم الأسهم، صحيح؟ مثلاً من يملك مقداراً أكبر من الشركة؟ الآن أعتقد أن طريقة التفكير في هذا هي نوع تخصيص الأسهم الافتراضي الخاص بك ويجب أن يكون بالفعل 50/50. هذا هو المكان الذي يجب أن تبدأ منه، صحيح، لأننا إذا افترضنا أنكما لم تقوما ببناء أي شيء حتى الآن، فأنتما في المراحل الأولى من الشركة، وستقدمان مساهماتٍ متساويةً لها، ويريد كلاكما أن يكون متحمساً بنفس القدر للعمل وبذل جهد كبير في الشركة، والعمل عليها لسنواتٍ عديدةٍ . لذلك لا يوجد سبب واضح للخروج عن تقسيم الأسهم بنسبة (50/50)في البداية. ومع ذلك، فقد رأينا ترتيبات حقوق ملكية مختلفة، وقد نجحت. لذا أعتقد نوعاً ما أن الشيء الأساسي الذي يجب عليكما حله هنا هو التأكد من أن كليكما سعيدٌ بترتيب الأسهم، وسوف يكون لديه الدافع لمواصلة العمل في الشركة لفترةٍ طويلةٍ من الزمن.
وهكذا، عادةً ما يعني ذلك (50/50)، ولكن دعنا نقول أنك كنت تعمل في الشركة منذ فترةٍ أطول قليلاً! أو أنك تخلصت من المخاطرة بطريقةٍ ما بنفسك! وأنك جلبت ما يسمى عموماً مؤسساً مشاركاً في مرحلةٍ لاحقةٍ، في هذه الحالة سيكون التقسيم المختلف عن (50/50) منطقياً أيضاً . لكن الشيء الذي أود أن أشجعك على القيام به هو عدم التحسين على المدى القصير، لذلك عندما تحرز تقدماً بسيطاً بنفسك وتكون الفكرة لك، ولديك مؤسس مشارك رائع، وأنت تفكر نوعاً ما على النحو التالي:” مرحباً، ربما يجب أن أحظى باهتمام 70٪، اترك لكم 30٪”، فقط لأنك أحرزت تقدماً في الأشهر الستة الماضية! فأنا أشجعك على عدم القيام بذلك. الشركات الناشئة هي رحلةٌ طويلة الأمد حقاً، ويمكنك الفوز باتخاذ أفضل قرارٍ على المدى الطويل. أليس كذلك ؟ لذلك، إذا كان لديك شريك مؤسس محتمل بشكلٍ كبيرٍ، وعلى الرغم من أنك أحرزت تقدماً بسيطاً في الشركة بنفسك، وإذا كنت تعلم أن الجميع لن يكونوا ملتزمين وحريصين تماماً لنجاح الشركة ما لم يكونوا شركاء بنسبة (50/50)، فيجب أن تجعلهم شركاء في الأسهم بنسبة (50/50) حتى تتمكن من إبقائهم متحمسين وتستطيع الاستفادة منهم بقدر الإمكان.
الشيء الثاني الذي أعتقد أنك تريد أن تقرره حقاً هو: من هو الرئيس التنفيذي! الآن، يمكن أن تكون هذه المحادثة غير مريحة في بعض الأحيان. ولكي أكون صادقاً، أعتقد أنها في الواقع علامة حمراء إذا كانت محادثة غير مريحة! وفيما يتعلق بالعنوان الأساسي للشركة في وقتٍ مبكرٍ من بدء العمل (عندما يكون اثنان أو ثلاثة فقط من المؤسسين) من حيث كيفية تأثيره على يومك وكيف تقسم المسؤوليات، فإن العنوان لا يهم في الواقع! كما هو الحال في البداية، ستقومون جميعاً ببذل القليل من كل شيء، فهناك الكثير من الأعمال الصعبة وغير المرغوبة التي عليك القيام بها. وبمجرد كونك رئيساً تنفيذياً لا يعني أنك ستهرب من هذا العمل نوعاً ما، لذلك من الناحية العملية، لا يهم على سبيل المثال, من حيث: من يفعل هذا أو ذاك؟
قد يكون هناك بعض الاستثناءات لذلك، إذا كنت بحاجةٍ إلى القيام بالمبيعات، فقد يكون من الجيد عادةً أن يكون الرئيس التنفيذي شخصاً يريد القيام بذلك، حيث يكون منصب الرئيس التنفيذي هو الشخص الذي يتحدث إلى العملاء والمستخدمين ويقنعهم، لأنهم قد يشعرون بمزيدٍ من الإطراء إذا كان الرئيس التنفيذي يروج لهم. وهنا نصل إلى نقطة التأثير الوحيدة والأهم لمسمى الرئيس التنفيذي، وهذا منفصل حقاً، وأود أن أقوله على وجه التحديد للمستثمرين. لذلك يهتم المستثمرون برؤية قائد وصانع قرار نهائي واضح، أو يكون قادراً بالقيام على كسر التعادل بين الجميع، ويجب أن يكون هذا الشخص هو الرئيس التنفيذي. لذلك عندما تقوم بالترويج للمستثمرين، فمن الأفضل عادةً بأن يكون الشخص الذي سيقوم بمعظم الحديث (أياً كان من سيقود تلك المحادثات) هو الرئيس التنفيذي.
وفي هذا الوقت قد تواجهك المشاكل، والمصدر الشائع جداً للخلاف مع المؤسس المشارك الذي نراه في (YC) هو المكان الذي يريد فيه شخصان الحصول على منصب الرئيس التنفيذي، أليس كذلك؟ ويمكن أن يكون هذا نوعاً من التناقض، يمكننا أن نرى ذلك في مقابلات (YC)، حيث ينتهي بك الأمر مع شخصين يتحدثان نوعاً ما على بعضهما البعض، يزاودان على بعضهما البعض، ويقاطعان بعضهما البعض، ولا يعطي أحدهما الآخر اهتماماً كافياً أثناء حديثه أو إجابته. هذه كلها علاماتٌ سيئةٌ جداً، لذا كونا صادقين مع نفسيكما، إذا كنتما تعتقدان أنه من المهم حقاً أن يكون كلاكما الرئيس التنفيذي، وتشعران بهذه الطريقة! فأنتما لستما شريكين مؤسسين جيدين لبعضكما البعض. لذلك عليك تجنب كل هذه المشاكل والصراعات منذ البداية، ولا تبدأ في العمل معه. عليك أن تبدأ شركةً مع شخصٍ بشكلٍ مثالي بحيث لا يهتم لهذه الأمور إذا كنت تهتم لها، أو إذا كنتما غير مباليين بها و يمكنكما اختيار الشخص المناسب لهذا الدور في الوقت الحالي، حتى لو كان ذلك سيتغير في وقتٍ ما في المستقبل.
ختاماً:
دعونا نختتم كل شيءٍ تحدثنا عنه. بمجرد أن تتأكد من أنك تريد مؤسساً مشاركاً (وهو ما أتمنى أن أقنعك به) وبمجرد بحثك وانشغالك للعثور على بعض المرشحين الجيدين ليكونوا شركاء في التأسيس، وتحدد الشخص الذي تريده حقاً لبدء شركة، لأنك قضيت وقتاً في العمل معه على مشاريع واختبر بعضكما البعض إن جاز التعبير، فعندها ستجري محادثاتٍ حول تقسيم الأسهم ومن سيكون الرئيس التنفيذي. أنت الآن جاهزٌ لإعطاء الأمور طابعاً رسمياً، وهذا يعني حقاً الإجراءات القانونية لتأسيس الشركة، ووضع اتفاقية الاستحقاق، فهذا مهمٌ جداً. واستحقاق الأسهم يعني بأن الأسهم في الشركة لن نحصل عليها جميعاً مرةً واحدةً. إنها تستحق على مدى فترةٍ زمنيةٍ مختلفةٍ، وهناك قوالب ووثائق قياسية جداً لذلك يجب عليك التأكد من توفرها. وبعد ذلك يمكنك الذهاب إلى حدود أكبر من ذلك.
كما يجب أن تعلم متى بالضبط عليك أن تقفز من مرحلة العمل العشوائي إلى العمل الرسمي المنظم والمنضبط، أي أن تتجاوز مرحلة القول: “مرحباً، نحن نتسكع ونعمل معاً” إلى مرحلة القول: “مرحباً، دعنا نقوم ببعض الأعمال الورقية. ليست إجابةً مثاليةً على ذلك، لكن الأمر متروك لك”. بمجرد إلزام نفسك و التزامكما تجاه بعضكما البعض، فستقومان بعملٍ حقيقيٍ لمحاولة بناء شركة معاً، وهذا نوعٌ من القيود التي تبدأ عندها في جعل الأمور أكثر واقعيةً عن طريق الحصول على نوع من العقود للشركة والأعمال الورقية المنجزة. إذن، هذه هي كل النصائح التي لدي حول كيفية التفكير في العثور على الشريك المؤسس المناسب وكيفية تحقيق ذلك. وآمل أن يساعدك وحظاً سعيداً.
ملاحظات:
هذه المحاضرة:
بواسطة: هارج تاغر ، مدرسة الشركات الناشئة ، حاضنة الأعمال YC
ترجمة وتدقيق لغوي : لمى عبد الستار
تحسين وصياغة: هبة حريري
مراجعة : هدى الميداني
المحاضرة باللغة العربية:
https://www.youtube.com/watch؟v=prKi3-rUPHc
نص المحاضرة باللغة العربية :
https://www.ycombinator.com/library/8h-how-to-find-the-right-co-founder
#syssr #research #entrepreneur #startup #startupproposal #YC