إعداد: huda midani
منصات التبرع التي ظهرت خلال كارثة الزلزال: ماهي وهل تستمر بالعمل؟
أبريل 5, 2023

منصات التبرع التي ظهرت خلال كارثة الزلزال: ماهي وهل تستمر بالعمل؟

ورد في الحديث الشريف أن “ما آمن بي من بات شبعانَ و جارُه جائعٌ إلى جنبِه و هو يعلم به”، لقد أصبحنا في عالمٍ صغيرٍ، قربتنا وسائل التواصل والإنترنت من بعضنا البعض، حتى بتنا نسمع ونرى ما حل بإخواننا في الوطن وفي الإنسانية في كل مكانٍ وكأنهم جيراننا.

تقدمُ منصات التبرع الثلاث، التي نستعرضها في هذه المقالة، للمتضررين والمحتاجين في سوريا بارقة أملٍ للاستجابة لبعض احتياجاتهم الناتجة عن الأزمة المستمرة منذ 11 عاماً، والتي زادها زلزال تركيا وسوريا الذي حدث في السادس من شباط من هذه السنة حدةً. إن هذه المبادرات تعزز دور الشباب في كشف الاحتياجات المجتمعية ووصل المتبرعين وأصحاب الحاجة ببعضهم البعض.

من هذه التطبيقات استطعنا العثور على ثلاث مبادرات سنتحدث عنها في هذه المقالة، إذا كنت تعرف مبادراتٍ مماثلةً، نرجو أن تكتب لنا بخصوص ذلك.

الأول: تطبيق كفو

تطبيق كفو الذي رفع شعار “من الإيد للإيد” متوفر للتحميل على متجر غوغل بلاي. يسمح تطبيق كفو من مؤسسة سماعة حكيم بمتابعة الحالات التي تستحق المساعدة، حيث يقوم فريق المبادرة بتقييم وضع الحالة وحاجتها المادية ومن ثم ينشئ لها صفحة على الموقع، بحيث يحفظ خصوصية أصحاب الحاجة، ويؤمن للمتبرع الثقة بأن هذه الحالة مستحقة للمساعدة. يظهر في الصفحة القيمة المادية المطلوبة والتي تكون من بضع مئات من الآلاف إلى بضعة ملايين من الليرات السورية، و يظهر أيضاً مؤشر يبين النسبة التي تم جمعها من قبل المتبرعين.

يبدو تطبيق كفو متطوراً نسبة إلى سرعة إطلاقه بعد الكارثة، يعزو الفريق ذلك إلى البدء بتطويره منذ زمنٍ وكان الهدف هو مساعدة الأشخاص الذين يعانون من أمراضٍ مزمنةٍ أو يحتاجون إلى عملياتٍ عاجلةٍ أو ضروريةٍ.

يستطيع المتبرعون إرسال تبرعاتهم عبر مؤسسة سماعة حكيم إلى بنك البركة، على حساب المؤسسة البنكي أو تسليم المبالغ لهم في مقرهم في مركز الأعمال الوطني في دوار المواساة، دمشق، سوريا.

يشبه الموقع مواقع التبرع العالمية مثل GoFundMe ولكن ليس فيه آلية ليقوم المستخدم بإنشاء صفحةٍ خاصةٍ باحتياجاته حتى الآن، ولا يمكنه تلقي المساعدة مباشرةً بل عن طريق مؤسسة حكيم، كما أن طريقة الدفع مناسبة لسوريا إذ لا تتضمن الدفع عن طريق البطاقة الائتمانية كما في معظم المواقع. يمكنكم متابعة أخباره عن طريق #تطبيق_كفو على موقع فيسبوك.

الثاني: موقع أعطِ وخذ

أعط وخذ، موقع يصل بين من يريد تقديم المساعدة ومن يحتاجها. فإذا كنت متبرعاً أو تستطيع المساعدة يمكنك فتح صفحة عطاء، بالضغط على زر (أعط) لتضيف الخدمات التي تريد المساعدة بها، أو كنت بحاجة مساعدةٍ، و يمكنك الضغط على (خذ) لتبحث عن طلبات تستطيع تلبيتها، أو البحث عن الخدمات المقدمة كما يمكنك إضافة طلب احتياجٍ إذا لم تجد حاجتك ضمن المعروض.

مازال الأشخاص والجمعيات يقومون بإضافة عروض المساعدة على الموقع مع ارقام الهواتف (أرقام محلية سورية). التطبيقُ متاحٌ للعموم على الانترنت، مؤخراً تم إضافة بوست على تلغرام وماسنجر في بداية شهر آذار. يمكنكم متابعة أخبار مبادرة أعط وخذ على صفحتهم على فيسبوك.

الثالث: تطبيق معك – Ma3ak

قام فريق معك بإنشاء مجموعة ليقوم المتطوعون من خلالها بتجريب البرنامج بنسخته التجريبية. يقدم التطبيق خريطةً تفاعليةً، يستطيع المستخدمون من خلالها إضافة احتياجاتهم أو الإعلان عن قدرتهم على تلبية الطلبات، ويقدم ميزاتٍ لتصفية الطلبات والعروض من جهةٍ، ومن جهةٍ أخرى تصفيتها حسب نوعها كطبي، غذائي، ألبسة، إلخ كما يقدم ميزةً إضافيةً تتجلى في إمكانية تحديث “صفحة نقطة الاحتياج” بحيث يتم التأشير على الحاجة لتظهر كحاجةٍ تمت تلبيتها في المسار الزمني للطلب، هذا الفيديو يشرح مميزات التطبيق.

يتيح التطبيق إصدار تقاريرٍ عن الحاجات والجهات التي تتولى المساعدة، ويتيح أيضاً إضافة أرقام أشخاصٍ من خارج البلاد يرغبون بتقديم المساعدة ولكن الدفع يتم عن طريق ترتيباتٍ شخصيةٍ. إنه تطبيقٌ واعدٌ، ولكنه لا يزال قيد التطوير والتجريب، يشبه موقع أعط وخذ، ولكنه يتيح تحديد المناطق بتفاصيلٍ أكثر على الخريطة، بدلاً من تحديد المدينة فقط، ويعطي تصوراً مرئياً عن الحاجات في المدن السورية. يمكن أن يتم تطوير الموقع بحيث يحجب أرقام التواصل ويتيح التواصل عن طريق الإنترنت لضمان خصوصية جميع الأطراف؟.

في الختام

يبدو أن كل من تطبيق كفو) و موقع أعط وخذ سيستمران بالعمل، هذه المبادرات على صلةٍ وثيقةٍ مع المحتاجين للمساعدة في سوريا ويستحقون التواصل معهم، حتى لو كنتم خارج البلاد فسيصلونكم معهم وسيتيحون لكم تقديم المساعدة لهم عن طريق مؤسسة سماعة حكيم أو عن طريق الجمعيات المحلية التي تضع أرقام التواصل على هذه المواقع لمساعدتها في تلبية الاحتياجات حتى بعد أن مضى حوالي 40 يوماً على الزلزال المدمر، فما زالت الاحتياجات كبيرةً و المتبرعون قليلون.

وتبقى الجمعيات العاملة على الأرض و المستدامة في جهودها ذات السمعة الجيدة هي الوجهة الأساسية لذوي الاحتياج، ومع ذلك يمكن للتطبيقات أن تلعب دوراً مساعداً أكثر فعالية في إيجاد طريقةٍ لتقييم عمومي من الناس وشعبي للجمعيات، يتم فيه ضبط التقييمات، بالإضافة إلى إيجاد طريقة لكشف الاحتياجات على الأرض والاحتفال بإنجازات الجمعيات ومن يقف وراءها من المتبرعين الذين يستحقون الشكر.

ملاحظة: إذا كانت لديكم ملاحظة أو تصحيح أو اقتراح، يرجى مراسلة الجمعية لتوجيهها إلى معدي هذه المادة في مبادرة الاستجابة بعيدة المدى للزلزال التي أطلقتها الجمعية السورية للبحث العلمي بعد الزلزال المدمر الذي حصل في 6 شباط 2023.

شاركها !